الكنز الثمين
تبليغه الرسالة
الأمر الرابع: تبليغه الرسالة.
قال الله تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ قرآن> رسم> .
وهذا تكليف من ربه تعالى، فلا بد من حصوله مع أن هذا هو وظيفة الرسل رأس> عليهم الصلاة والسلام، ومحمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- من جملتهم، وقد قال تعالى : رسم> إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ قرآن> رسم> . وقال: رسم> وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ قرآن> رسم> .
وقد شهد له صحابته -رضي الله عنهم- بهذا البلاغ والبيان، فيقول أبو ذر اسم> -رضي الله عنه- رسم> توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما طائر يقلب جناحيه إلا ذكر لنا منه علما متن_ح> رسم> .
وروى أحمد بن ماجه اسم> عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: رسم> لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك متن_ح> رسم> .
وفي صحيح مسلم اسم> وغيره: عن عبد الله بن عمرو بن العاص اسم> -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رسم> إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم رسم> .
وقد اشتهر أنه - صلى الله عليه وسلم - بدأ بدعوة أهل بلده وقومه، ثم بدعوة العرب في أنحاء الجزيرة، ثم بمن وراءهم، فكان يرسل الرسل إلى القبائل في البوادي والقرى للدعوة إلى الله، وقبول هذه الرسالة، ثم بعث الدعاة إلى اليمن اسم> والبحرين اسم> وغيرهما، ثم بعث كتبا تتضمن الدعوة إلى هذه الشريعة إلى ملوك الفرس اسم> والروم اسم> وغيرهم، فما توفي حتى انتشرت دعوته، واشتهر أمره عند القريب والبعيد: رسم> فَمَنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ قرآن> رسم> .
وهكذا قام صحابته من بعده بالدعوة إلى دينه، وقتال من أبى وامتنع من قبولها، حتى يدخل في الإسلام أو يعطي الجزية، ويلتزم الذل والصغار، حتى بلغت هذه الدعوة أقطار الأرض في أقصر مدة، كما ذكر في كتب التأريخ، ومع ذلك فإن من كان نائيا في طرف البلاد، وقدر أنه لم يسمع بهذ الشريعة أصلا فإن له حكم أهل الفترات، وهو مع ذلك مكلف بأن يبحث وينقب عن الدين الذي خلق له، وما يدين به الناس حوله.
مسألة>